English
يعتبر ترويج المخدرات أقل خطورة مما يروجه الإعلام العربي بجميع قنواته المرئية والمقروءة، فأكبر المنظمات العالمية الناشطة في زراعة وتصنيع وتسويق المخدرات لا تعادل قناة فضائية واحدة من حيث بث سمومها على مساحات جغرافية أكبر او عدد من يتعاطون تلك السموم عبر برامجها. عدا ذلك فإن تجارة المخدرات محظورة وتحاربها جميع الدول، اما الإعلام بات في أيامنا هذه سباق محموم للكسب السريع تشجعه كل الدول، وقد فاقت مرابح القنوات الفضائية مرابح تجار المخدرات أنفسهم. والمفارقة هنا ان تاجر المخدرات يعالج مادة المخدر كي يقلل من أعراضها الجانبية السلبية خوفا من تقليص عدد زبائنه الذين ربما يؤدي تعاطيهم الى الوفاة، أما قنواتنا الفضائية العربية تهتم بما سيأتيها من أرباح حتى وأن زادت نسبة السم فيما تقدمه لمتعاطيها غير آبهة لتلك الأرواح والعقول التي تزهق بسبب ما تقدمه من سموم في برامجها. ربما يظن البعض أني أبالغ فيما أورده هنا لكني سأذكر حقائق وأرقام يجهلها الكثيرون. أصغر داعية فضائي معروف يتقاضى خمسين ألف ريال على الحلقة الواحدة. مليون ونصف مليون ريال أجر الثلاثين حلقة التي نشاهدها في الشهر الفضيل، علينا أن نعلم أيضا أن الفنان يعمل يوما كاملا لإنتاج مشهد أو مشهدين. بينما ينهي فضيلة الداعية الفضائي تصوير برنامجه (ثلاثين حلقة) في ثلاثة ايام كحد أقصى، الشيء الذي يخفى على أكثرنا هو المفاوضات الساخنة التي تتم خلف الكواليس وينتج عنها هذا الكم الكبير من البرامج والمسلسلات والإعلانات. عندما يتحدث الداعية في برنامجه عن الاسراف ويورد الأحاديث التي تدين الاسراف هو في الواقع يأخذ أجره من هذا الاسراف وقد فاوض وقاتل ليعظم نصيبه منه مثله مثل غيره. ومن المعروف أن تلك المحطات تكسب أرباحاً اضعاف ما تنفقه وذلك من خلال إعلاناتها، والمعلن يهمه أن يصل إعلانه الى أكبر عدد من المشاهدين لذا ينصح الوكيل الإعلامي باستضافة الممثلة الفلانية لأنها أكثر عرياً من غيرها وهذا ما يطلبه الجمهور او استضافة الداعية فلان لأنه أكثر عهرا من غيره بأفكاره او بتلميحاته الجنسية المثيرة والتي تكسبه جماهيرية أكثر، فحينما يفاوض الداعية او الفنانة على رفع اجره الحلقة تزيد القناة من قيمة الإعلان والذي ستدفع فاتورته من جيب المشاهد الذي سيشتري تلك السلع المعلن عنها. (بعد الاتفاق وتوقيع العقد وبعد أن يضع الداعية أكبر قدر ممكن من هبرة الإعلان في خرجه يخرج علينا على الشاشة يذرف الدموع. أين منا عهد عمر بن الخطاب. كيف كان خليفة المسلمين رضوان الله عليه يكتفي في فطوره بتمرة واحدة يسد بها رمقه. كلام يجعلنا نشعر بالذنب فنغص بحبة اللقيمات وتتحول في حلوقنا إلى علقم. بينما ينتقل عفا الله عنه بعد تصوير هذه الحلقة العصماء إلى المطعم في الدور السابع والثلاثين، حيث الموسيقى الحالمة وأضواء الشموع الخاثرة تحف بصواني الجمبري والضأن والشرائح الوردية المنتزعة من السلمون السابح في المحيط الاطلسي وثلاثة عشر نوعا من السلطات، أما التمرات التي تحدث عنها بعاطفة خضبت بالدموع فقد تركها وراءه تتيبس في قصعات قهوجية الاستقبال عند بوابة الفندق). والأخطر من هذا كله تلك الفتاوى التي يبتدعونها والتي تحلل الكبائر وتحرم الحب والاخاء تقسم الأمم والشعوب الى أديان وطوائف تغسل أدمغة الكثير من شبابنا تدعوهم الى الجهاد باسم الإسلام ضد الكفرة الذين من غير دينهم أو طائفتهم وبالوقت نفسه يرسلون أبنائهم الى معاهد وجامعات من يُكَفِرون ليتلقون علومهم وينالون شهادات عليا، بينما يدعون أبناء غيرهم لتحطيم جماجم هؤلاء الكفرة وتقطيع أوصالهم، فأي إله يعبدون. ملاحظة: ما وضع بين قوسين مأخوذ من أحد المواقع الإسلامية التي تعري هؤلاء الدعاة أوردتها هنا ليشهد شاهد من أهلها.
شارك بهذه الحملة على الفيسبوك والتويتر
آخر 20 توقيع - من الممكن الاطلاع على التواقيع الأخرى من خلال الأرقام الموجودة أسفل قائمة التوقيعات
كيف تطلق حملتك في بضعة دقائق؟ هل لديك قضية تود أن تكسب تأييداً شعبياً لها او تطرحها للحوار؟ ابدأ حملتك الآن في اكبر موقع للحملات الالكترونية في العالم العربي
نصائح لحملات فعالة - كيف تروج وتنجح حملتك؟
المحاور حملات سياسية حملات عامة حقوق الإنسان حقوق المرأة حقوق الأطفال الحركة العمالية والنقابية الأدب والفن المجتمع المدني الإدارة و الاقتصاد الطبيعة وحماية البيئة الأقليات الدينية والقومية
حقوق النسخ واعادة النشر متاحة للجميع مع الإشارة إلى المصدر - الحملات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع Contact us