English
تشكل الانتخابات البرلمانية العراقية المزمع إجراؤها في 11/11/2025، فرصة جديدة للعراقيين كي يختاروا برلمانا وحكومة يمثلانهم بصدق، ويسعيان إلى خدمة مصالح العراق وتعزيز الاستقرار في المنطقة، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع الدولي، والدول الديمقراطية الفاعلة في العالم، لما فيه أمن ورخاء واستقرار العراق والمنطقة. من نافلة القول إن القوى المهيمنة على مقدرات العراق خلال العقدين المنصرمين لم تنجح في إحداث النقلة النوعية التي كان العراقيون يطمحون إليها. وبدلا من ذلك، حصل تدهور مريع في كافة المجالات، من الأمن إلى الخدمات إلى الوظائف، بينما ضعفت سلطة الدولة، واستشرى الفساد في كل اتجاه، واعتاد العراقيون على الصدمات الكبرى، من سقوط ثلث العراق بأيدي الجماعات الإرهابية، إلى قتل الشبان المطالبين بحقوقهم المشروعة، إلى اللجان الاقتصادية الحزبية التي تنهب المال العام، وأخيرا "سرقة القرن"، التي سلبت فيها القوى النافذة أموال الدولة في وضح النهار، ولم يُحاسب مرتكبوها، بل طُويت صفحتُها وكأنها لم تحدث، فصارت المَعْلَم الرئيس الذي يميز النظام السياسي العراقي. الحريات العامة تراجعت بشكل مريع، وتعرض الناشطون المدنيون إلى القتل والخطف والتهجير لمجرد أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور والقانون، والجرائم التي اُرتُكبت بحق ناشطي تشرين مازالت ماثلة أمامنا، ولم يُحاسب مرتكبوها، بل لم يجرِ أي تحقيق رسمي جدّي بتلك الجرائم البشعة بحق شباب بعمر الزهور، آمنوا بالعراق الديمقراطي، وتطلعوا بصدق إلى مستقبل زاهر وحياة كريمة. لقد أساءت تلك الجرائم والخطايا التي ارتكبتها القوى المهيمنة على الدولة، إلى سمعة العراق، وأضعفت الثقة بالقانون العراقي، وأفقدت الإنسان العراقي الثقة بالنظام السياسي برمته، وأشعرت كثيرين في العراق وخارجه، بأن المستقبل لا يبشر بخير، وأن العراق ليس دولة طبيعية يسود فيها القانون، وإنما دولة تحكمها عصابات متناحرة، لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل بلوغ أهدافها غير المشروعة. هناك الآن فرصة سانحة للقوى الوطنية المدنية، المؤمنة بدولة ديمقراطية عصرية، أن تمسك بزمام الأمور وتلعب دورا فاعلا في النظام السياسي، وتضطلع في حل مشاكل العراق، إن هي شاركت موحَّدةً في الانتخابات المقبلة، وسعت بصدق إلى تمثيل الشرائح المجتمعية التي تؤيدها. نعم، هناك خلافات واختلافات بينها، وهناك تنافس بين قادتها على المواقع، وهذا أمر مشروع ومفهوم، لكن الخلافات يجب ألا تكون عائقا في طريق التغيير المنشود وتحقيق المصلحة العليا للبلاد. إن القوى المدنية الديمقراطية، المؤمنة باستقلال العراق وسيادة القانون، مدعوة لتنسيق جهودها، وتشكيل جبهة موحدة في الانتخابات، من أجل الفوز بتمثيل الشعب، والسعي لتحقيق مطالب العراقيين في تعزيز سلطة الدولة وإنعاش الاقتصاد وتطبيق القانون وتفعيل مبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، ونزع سلاح الجماعات الخارجة عن سلطة الدولة، ودمج الصالح منها في قوى الجيش والأمن. ليس هناك ما تخشاه القوى الوطنية الحقيقية من تنسيق الجهود والدخول موَحَّدة في الانتخابات، فجماهيرها سوف تصوت لها بقوة، وسوف يزداد احترامها لها وثقتها بها، إن رأتها موحدة قوية، وعندئذ سوف تتمكن من الفوز، أما إذا بقيت متفرقة، فإن مؤيديها سيعرِضون عن المشاركة في الانتخابات، كما فعلوا في الانتخابات السابقة، وفي النهاية لن يفوز أيٌ منها، وستحل محلها القوى المسؤولة عن الخراب والتدهور. ختاما نقول، نحن الحريصين على تماسك الدولة ورفعتها، وغير الطامحين بالمشاركة السياسية، يا أخوتنا الأعزاء، إن لم تتوحدوا الآن وتدخلوا الانتخابات بكتلة واحدة وبرنامج مدروسٍ، وقيادة مقنعة، تتميز بالنزاهة والإخلاص والحنكة السياسية، فإنكم ستبقون حركة احتجاج هامشية، وبذلك تخيِّبون آمال العراقيين المؤيدين للتغيير الديمقراطي الحقيقي، الطامحين بدولة عصرية ديمقراطية مدنية. إن المرحلة المقبلة خطيرة على مستقبل العراق وتماسك الدولة، خصوصا مع تغير موازين القوى في العالم، وتصاعد النزاعات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهي تتطلب قيادة سياسية قوية ومسؤولة، تتمتع برصانة التفكير ودقة التخطيط وحسن التدبير وسعة الاطلاع، إضافة إلى الاقتدار السياسي والخبرة الواسعة في العلاقات الدولية. العراق يواجه أخطارا جدية تهدد كيان الدولة، وأولها خطر الإفلاس عندما تنخفض أسعار النفط أو تتدنى أهميته العالمية، مع غياب إجراءات جدية لتنويع الاقتصاد والانفتاح على العالم والاستفادة من القطاعات الأخرى كالسياحة والصناعة والخدمات. العراقيون يتطلعون إلى وحدتكم، أيها الوطنيون الديمقراطيون، فارتقوا إلى مستوى الأحداث، وقدّموا مصلحة البلاد على الاعتبارات الأخرى، وحينها سوف تتمكنون من انتشال العراق من الهاوية التي تسير به الجماعات الحالية إليها، وترتقون به إلى المستوى الرفيع الذي يليق بشعبه المكافح. الخامس عشر من أيار 2025 الموقعون: 1- د. غسان العطية - دبلوماسي دولي وكاتب 2- د. شيروان المفتي - أكاديمي وإداري 3- ميسون الدملوجي – نائب سابق في البرلمان العراقي 4- سمير الصميدعي – وزير وسفير سابق 5- د. حميد الكفائي – باحث في الاقتصاد والعلوم السياسية 6- د. عقيل عباس – كاتب وناقد وأكاديمي 7- د. همام الشماع – اقتصادي ودبلوماسي سابق 8- أحمد البراك – محام وعضو مجلس الحكم السابق 9- د. محمد الربيعي – بروفسور متمرس ومستشار دولي 10- فيحاء السامرائي – كاتبة وروائية 11- عدنان حسين أحمد – ناقد أدبي وسينمائي 12- د. سعد العبيدي – أكاديمي وفريق متقاعد في الجيش العراقي 13- د. يوسف لالو – أستاذ جامعي 14- د. نعمان جبار – أكاديمي متخصص في العلوم الزراعية 15- فراس القيسي – مستشار مالي دولي 16- د. هيثم هادي نعمان الهيتي – أستاذ جامعي 17- د. جميل طاهر – مهندس 18- د. حسنين فاضل معلة –رئيس مجلس إدارة نادي الصيد العراقي 19- د. غسان الجنابي – طبيب 20- ندى الرمّاحي – تربوية وخبيرة اتصالات 21- علي جعفر - ناشط حقوقي 22- د. كفاح القيسي – مهندس اتصالات 23- نوال الموسوي – ناشطة مدنية ومحللة سياسية 24- د. عمار طاهر البكاء – خبير اتصالات وناشط مدني 25- د. قاسم العكايشي – مهندس استشاري 26- أروى مصطفى عبد الواحد – أستاذة تربوية 27- هاشم غانم – مهندس استشاري وناشط مدني 28- د. فيصل لؤي تحسين قدري – مهندس وناشط سياسي 29- عادل محي عصفور – مهندس
شارك بهذه الحملة على الفيسبوك والتويتر
آخر 20 توقيع - من الممكن الاطلاع على التواقيع الأخرى من خلال الأرقام الموجودة أسفل قائمة التوقيعات
كيف تطلق حملتك في بضعة دقائق؟ هل لديك قضية تود أن تكسب تأييداً شعبياً لها او تطرحها للحوار؟ ابدأ حملتك الآن في اكبر موقع للحملات الالكترونية في العالم العربي
نصائح لحملات فعالة - كيف تروج وتنجح حملتك؟
المحاور حملات سياسية حملات عامة حقوق الإنسان حقوق المرأة حقوق الأطفال الحركة العمالية والنقابية الأدب والفن المجتمع المدني الإدارة و الاقتصاد الطبيعة وحماية البيئة الأقليات الدينية والقومية
حقوق النسخ واعادة النشر متاحة للجميع مع الإشارة إلى المصدر - الحملات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع Contact us