English
صُدمنا ببيان نقابة الفنانين العراقيين الأخير، الصادر في ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٠، والخاص بالاحتفاء بالفنان غانم حميد. فهو لا يمثل وجهة نظر الفنانين العراقيين وقد تمت صياغته وإصداره في الغرف المغلقة للنقابة، وانما يمثل وجهة نظر النقيب الحالي تحديداً مع نفر قليل من مقربيه. وخلاصة هذا البيان هي الدفاع السافر عما بدر من غانم حميد، بترحّمه في "منتدى المسرح" مؤخراً على المقبور صدام. وقد رأت وزارة الثقافة أن هذا الفعل مدان، ويتعارض مع الدستور القاضي بمنع الترويج لحزب البعث المنحل، أو لشخوصه القيادية. الا ان رئيس النقابة وجماعته وقفوا ضد الوزارة وقرارها بمنع الاحتفاء بغانم، في بيان متهافت ومتناقض اعلنوا فيه بتحدٍ: " سنقيم له احتفاءنا الخاص بمنجزه الإبداعي الذي لا يختلف عليه اثنان"! ويتحدثون في البيان عن الشجاعة غير مفرّقين بينها وبين الوقاحة، المتمثلة في الإصرار على هذا الاحتفاء، معتبرين ان غانم "لم يهرب الى دولة ليصبح بعد حين مناضلا ومجاهدا وسجينا سياسيا" ضاربين عرض الحائط بمشاعر آلاف العوائل التي فقدت أبناءها وبناتها في ظل النظام المقبور! وما زالت الطعنات طازجة في جسد الذاكرة، مع أن غانم حميد نفسه كان أكثر ذكاءً من قيادة نقابة طاشت تصرّفاتها وأقوالها، فحاول التخفيف من موقفه بالاعتذار، بينما أصرّ النقيب وجماعته على الوقوف ضد شريحة كبيرة من الفنانين والمثقفين المناضلين الذين اضطروا لترك الوطن، غداة تصاعد الهجمة الدكتاتورية على القوى الوطنية في نهايات سبعينات القرن الماضي، والسخرية من انقاذهم ارواحهم من مخالب الدكتاتورية الصدامية. وللتذكير نشير الى أسماء كبيرة طالتها السخرية في البيان: من الشعراء محمد مهدي الجواهري ومظفر النواب وسعدي يوسف وفاضل العزاوي وبلند الحيدري وكريم كاصد وفوزي كريم وصادق الصائغ وعواد ناصر ومهدي محمد علي وجليل حيدر وهاشم شفيق وشاكر العيبي وسركون بولص ومؤيد الراوي ورياض النعماني وعزيز السماوي ويحيى السماوي وعلي ناصر كنانه. ومن الفنانين كوكب حمزة وحميد البصري وسامي كمال وكمال السيد وطالب غالي وفؤاد سالم وجعفر حسن، وصلاح جياد وفيصل لعيبي وجبر علوان وغسان فيضي وعلي فنجان وكاويان محمود وقاسم الساعدي وكاظم الخليفة، وزينب ولطيف صالح وناهدة الرماح وجواد الاسدي وخليل شوقي وعلي رفيق ومنذر حلمي وفلاح هاشم ومناضل داود وصباح المندلاوي وانتشال التميمي وعبود ضيدان وهادي الخزاعي وطه رشيد ورياض محمد وخليل الحركاني وأسعد راشد وحكمت داود وروناك شوقي وإقبال محمد علي وسلام وصلاح الصكر ونضال عبد الكريم وزهير التكمجي وسفيان الخزرجي، ومن الكتاب فالح عبد الجبار وشمران الياسري وزهير الجزائري وعلي الشوك وفاطمة المحسن وكريم عبد ومحمد سعيد الصكار وهشام داود وغيرهم كثر.. فضلا عن الشهداء من الفنانين والمثقفين في ظل نظام صدام في ثمانينيات القرن الماضي، مثل دريد ابراهم وعبد الحسن سميسم وحسن حنيص وشمس الدين فارس .. علما ان هذه الأسماء وغيرها منعت من التداول وصودرت إنجازاتها الفنية والأدبية طيلة حكم المقبور صدام حسين. وهي جزء من عدد كبير من العراقيين الذين اضطروا للجوء الى المنافى، واستشهد عديد منهم في جبال كردستان وهم يقاتلون نظام الطاغية ودكتاتوريته، التي تستحق اللعنات وليس الترحّم . لكن سبب اقدام رئاسة النقابة على إصدار بيان كهذا واضح تماما، ففضلاً عن تغليب العلاقات الخاصة والسعي لبناء مجد زائف، هناك محاولات التغطية على شبهات الفساد التي ظلت تحوم حول النقيب ولفيف من جماعته خلال السنتين المنصرمتين. فالأموال التي دخلت النقابة خلال هذه الفترة، سواء من جهات رسمية او غير رسمية، تجاوزت حسب التقديرات نصف مليون دولار. فاين ذهبت هذه المبالغ ياترى؟ اين اختفت وليس هناك انجاز للنقابة سوى الإيفادات والمصروفات التي يستحوذ عليها لمصلحته الخاصّة، فيما بقيت هذه النقابة بعيدة عن مهمتها الاساسية في ارساء نظام يحمي حقوق الفنانين العاملين ويوفّر لهم الفرص والضمانات؟ أخيراً نقول انه كان يفترض برئاسة النقابة التي تتمتع بحرية كاملة في عملها، وقد نأت وزارة الثقافة عن التدخل في شؤونها، أن تحترم هذه الفسحة من الحرية كي تدافع بشكل حقيقي وصادق عن الفنان وحقوقه، وما يطالب به من دعم في حياته الفنية والمعيشية، لا أن تدافع عمن يشيد بنظام قتلة لا نظير لدمويته ووحشيته. وكان عليها أن تثور من أجل الشعب والمضطهدين، وتنصح بعدم ركوب موجة التطبيل للنظام السابق المباد، وأن تكون متوازنةً غير مستفزّة لجمهور كافح وما زال يكافح الطغاة المتغلغلين في جسد المؤسسات الفاعلة. فالفن رسالة، وأهم رسائله تربية ذائقة الأجيال، وتوعيتهم بما جرى ويجري من ظلم مستمر بحق الأبرياء، وتغذية ذاكرتهم بانجازات رموز الفن العراقي، الذين ضحوا حتى بارواحهم كي يبقى الفن رسالة انسانية عميقة وسامية. فالسبب الرئيس وراء تراجع الاوضاع اليوم في بلادنا هو هذه النماذج المخزية، التي ما زالت تحارب الديمقراطية وتسوّق الطغاة الديكتاتوريين باعتبارهم الحل! وقد آن لهم ان يدركوا، ان من وقف ضد أعتى القتلة ما زال قادراً على سحق أذنابهم المستترين، واللابسين ثيابا جديدة توحي بأنهم من أبناء هذا الزمن، الا ان خطاهم تفضحهم وهم يحاولون جرّ الوطن الى خانات الظلام السابقة، التي لا ولن تعود! التواقيع عبد الوهاب الدايني – كاتب سيناريو د. غازي الكناني – مسرحي عبد الرزاق العزاوي – موسيقي قاسم سبتي – رئيس جمعية التشكيليين العراقيين كريم الرسام – رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين جمال الشاطي – مسرحي غسان فيضي – تشكيلي رشيد الدوسري - مسرحي علي رفيق – سينمائي فاتن الجراح – فنانة مسرحية علي فنجان – تشكيلي زهير التكمه جي – مسرحي سالم الزيدي – مسرحي كاظم ابراهيم – تشكيلي سلام الصكر – مسرحي عبد الهادي موله – تشكيلي فخري عرب – مسرحي صفاء عبد الحميد - مسرحي 19/11/2020
شارك بهذه الحملة على الفيسبوك والتويتر
آخر 20 توقيع - من الممكن الاطلاع على التواقيع الأخرى من خلال الأرقام الموجودة أسفل قائمة التوقيعات
كيف تطلق حملتك في بضعة دقائق؟ هل لديك قضية تود أن تكسب تأييداً شعبياً لها او تطرحها للحوار؟ ابدأ حملتك الآن في اكبر موقع للحملات الالكترونية في العالم العربي
نصائح لحملات فعالة - كيف تروج وتنجح حملتك؟
المحاور حملات سياسية حملات عامة حقوق الإنسان حقوق المرأة حقوق الأطفال الحركة العمالية والنقابية الأدب والفن المجتمع المدني الإدارة و الاقتصاد الطبيعة وحماية البيئة الأقليات الدينية والقومية
حقوق النسخ واعادة النشر متاحة للجميع مع الإشارة إلى المصدر - الحملات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع Contact us