حملة لوقف عمليات التعريب في كركوك

مطلق الحملة: شه مال عادل سليم

إستبشر العراقیون بزوال حکم المقابر الجماعیة، الأنفالات، الأسلحة الکیمیاویة والتعریب في التاسع من نیسان عام ٢٠٠٣ وإعتقدوا بأنە حان الوقت لیحلموا بدولة القانون والمواطنة، دولة لا یتعرضون فیها الی التمییز علی أساس قومي أو طائفي. وتوقعوا قیام النظام الجدید بإزالة آثار الماضي البغیض وإنصاف المظلومین. من المؤسف أن القوی السیاسیة التي تصدت بعد سقوط النظام للعملیة السیاسیة لم تولي هذە القضایا الکبیرة إهتمامها ولم تستغل الفرصة التي توفرت لبناء الدولة الحدیثة. أستغلت أجواء الإنفتاح وإبداء الرأي التي أعقبت سقوط النظام لتقوم قوی مشبوهة بإطلاق التصریحات العنصریة والمذهبیة، الأمر الذي إستفز الناس وعمق العداء بینهم لیدمر بذلك السلم الإجتماعي. تعرض الکرد خلال العقود الماضیة الی المآسي والکوراث علی ید النظام البعثي، إعترف بها العالم قبل العراقیین. لقد مارس نظام صدام سیاسة الأرض المحروقة في کوردستان، إذ دمر آلاف القری ودفن مئات الالاف من المدنیین الکرد أحیاء في صحاري جنوب وغرب العراق، کما إستخدم الأسلحة الکیمیاویة ضدهم في حلبجة وغیرها من المواقع. أقر الجمیع بأن النظام مارس بحق الکرد سیاسة التطهیر العرقي والإبادة الجماعیة. وکانت سیاسة التعریب التي إنتهجتها الحکومات العراقیة المتعاقبة منذ ثلاثینات القرن الماضي من بین أقسی وأخطر السیاسات المعادیة للکرد لتصل في عهد البعث الی مرحلة التطهیر العرقي في مناطق واسعة من کوردستان وفي مقدمتها کرکوك المدینة والمحافظة. إنتظر الکرد من الحکومات الجدیدة التي تسلمت السلطة بعد سقوط البعث أن تقوم بإزالة مظالم وآثار سیاسات التعریب بحقهم من خلال تنفیذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي التي رسمت خارطة طریق لإزالة العواقب الخطیرة الناجمة عن تلك السیاسات الظالمة، رغم أنهم کانوا ینظرون الی تلك المادة بمرارة، کونها لم تنصفهم ولم تدان فیها وبصراحة سیاسة التطهیر العرقي التي مارسها النظام ضد الکرد في تلك المناطق. نعتقد مخلصین بأن تهرب الحکومات العراقیة المتعاقبة بعد سقوط النظام من تطبیق المادة ١٤٠وتبجح البعض صراحة بأنهم عملوا کل ما في وسعهم لمنع تطبیقها، قد أحدث شرخا کبیرا بین الکرد والقائمین علی الحکم في بغداد. لقد تأکد لنا بأن العدید من أصحاب الشأن في بغداد لازالوا یتبنون المفاهیم التي إرتکزت علیها سیاسة التعریب والتطهیر العرقي للکرد في المناطق المتنازع علیها. وقد أظهرت أحداث کرکوك و طوزخورماتو وغیرها من المدن والقصبات في أکتوبر عام ٢٠١٧ الجذور العمیقة لهذە المتبنیات الفکریة المتحکمة بعقولهم. فقد کنا شهودا علی تنامي النزعة العنصریة ضد الکرد والتطاول علی مقدساتهم والعودة الی سیاسات الحصار والتجویع أثناء تلك الأحداث التي جری خلالها إستخدام القوة المسلحة بهدف تصفیة الحسابات السیاسیة بالضد من مواد الدستور. لقد أساءت هذە الأعمال والسیاسات الی حالة التعایش السلمي بین المکونات الأثنیة والدینیة لتلك المناطق، کما أنها فتحت الأبواب أمام دول الجوار لتتدخل في شؤونها الداخلیة، الأمر الذي یتقاطع کلیا مع سیادة الدولة العراقیة علی أراضیها. تنذر الحالة السائدة الآن في تلك المناطق بمخاطر کبیرة لا یمکن السکوت عنها، فقد عاد بعض الأوساط في تلك المناطق بإنتهاج سیاسة التعریب من جدید وبأسالیب لاتختلف کثیرا عن تلك التي کان ینتهجها النظام. کما أن ترویع السکان الکرد في العدید من القری والقصبات وتهجیرهم وحرق مزارعهم الأمر الذي یضر بإقتصاد البلاد ککل ولیس الفلاحین فقط، وتدمیر دورهم بحجة أنها بنیت علی أراضي عائدة للحکومة، رغم أن هذە الظاهرة سائدة في جمیع محافظات العراق ومنها العاصمة بغداد، وهي مشکلة عویصة تنتظر حلولا إنسانیة لا أن تستغل لدوافع عنصریة وإنتقامیة. کما أن هناك آلافا مؤلفة من السکان الکرد الذین أجبروا علی ترك مدنهم وقراهم خلال حملات الحشد الشعبي في أکتوبر عام ٢٠١٧ ولم یسمح لهم بالعودة الی مواطنهم أو أنهم یتخوفون من العودة بسبب سیادة حالة الطوارئ والنظام العسکري في مدنهم وقراهم. نهیب بکم أن تضعوا حدا لهذە الممارسات الخطیرة التي تذکرنا بتجارب الماضي المریرة، وندعوکم الی التحکیم الی العقل وحل المشاکل المعلقة وإزالة الغبن الذي لحق بالمواطنین العزل وإبعاد کل من شارك في ترویعهم وإلحاق الأذی بهم. نعتقد مخلصین بأن عدم التجاوب مع دعواتنا هذە والتصدي لحل مشاکل تلك المناطق علی أسس دستوریة وإنسانیة لن ینجم عنها سوی المآسي والکوراث الجدیدة.
الموقعات والموقّعونَ :
1 ـ د. جبار قادر
2 ـ د. شيرزاد طالباني
3 ـ علي کریمی
4 ـ سیروان محمد سعید
5 ـ فرهاد مارف
6 ـ کاوە بێسارانی
7 ـ سربست کرکوکی
8 ـ شە پۆڵ عەلی عەسکەری
9 ـ البروفيسور ازاد خانقا
10 ـ د. صباح غالب
11 ـ عونی الداودی
12 د. سربست محمد امین
13 ـ فؤاد جمال سلام
14 ـ احمد عزیز
15 ـ جمال زەنگنە
16 ـ محمد رؤوف
17 ـ د.نازدار اسماعیل
18 ـ أمین الجاف
19 ـ شه مال عادل سليم

محور الحملة: حملات سياسية                     عدد زوار الحملة: 42793