English
المجتمع المدني هو التفاعل السلمي بين الأفراد المُتصِف بإنتاج المعلومات العلمية الصادقة و تبادلها و الناجح في التعبير عن الإرادات الحُرّة للمواطنين بمعزل و استقلال عن أية سلطة. لكن لا يتحقق التفاعل السلمي المثمر سوى بالاعتقاد بأنَّ كل أدياننا و مذاهبنا واحدة في مضمونها الأساسي و إلا وقعنا في الفتنة فالحروب الأهلية. من هنا حملة توحيد الأديان و المذاهب تهدف إلى صياغة المجتمع المدني و الحفاظ عليه. تدعو هذه الحملة جميع علماء الدين و فلاسفة الأديان و المفكرين و المثقفين إلى التوحيد بين الأديان و المذاهب الدينية بهدف بناء مجتمعات مدنية سليمة و مسالمة. فمن المهم أن نحيي هذه الدعوة من جديد من أجل تحقيق السلام و التعبير عن حقيقة مفادها وحدة الأديان. الأديان كالإسلام و المسيحية دين واحد في الجوهر و المضمون. فكل الأديان تدعو إلى المحبة و الرحمة و الخير و إلا لم تكن أديانا ً أصلا ً. هكذا تتفق الأديان في رسالتها الأخلاقية ما يؤكّد على وحدة الأديان. من هنا التفرقة بين الأديان تفرقة غير علمية ما يدل على أنَّ التفكير اللاعلمي مصدر التفرقة بين الأديان فمصدر الفِتَن و الحروب. على هذا الأساس اعتماد التفكير العلمي أساس تجنب الفِتَن و الحروب ما يسمح بتحقيق إنسانية كل إنسان. و إن كان الفرد ملحدا ً فهو يؤمن بمذهب فكري أو آخر هو دينه الداعي إلى المحبة و الرحمة و الخير من خلال اعتماد هذه أو تلك المبادىء كمبدأ الحرية أو المساواة أو الحرية و المساواة معا ً تماما ً كما تدعو الأديان الأخرى. هكذا الأديان واحدة و من ضمنها ديانة اللا دين. لا فرق بين مؤمن و كافر إلا بالتقوى. تتفق الأديان أيضا ً في مضمونها العقائدي كعقيدة توحيد الله و تنزيهه. فمثلا ً , الله واحد في الإسلام و المسيحية معا ً. و الله منزّه في الإسلام فليس كمثله شيء تماما ً كما هو في المسيحية ما يدل على وحدة المسيحية و الإسلام. يقول القديس أوغسطين إنَّ الله تجلّى في المسيح رغم اختلاف الله عن المسيح كما يتجلّى المعنى في الكلمة رغم اختلاف المعنى عن الكلمة (فالمعنى نفسه يتجلّى في كلمات عديدة في اللغة نفسها و في لغات مختلفة). هكذا , بالنسبة إلى المسيحية , الله منزّه و ليس كمثله شيء تماما ً كما في الإسلام. ثمة رسالة إلهية واحدة لها تجليات متنوّعة كتجليها في الإسلام و المسيحية و هذا ما يؤكّد عليه الإسلام أيضا ً. بذلك التعصب لدين دون آخر موقف لا علمي و فتنة فقتل و كفر. تتوحّد المذاهب الدينية أيضا ً كما تتوحّد الأديان. فمثلا ً لا فرق حق و جوهري بين ما يُدعَى بالشيعة و السُّنة. من الممكن التوحيد بين السُّنة و الشيعة بِطرُق عديدة منها على سبيل المثال : الشيعي الزائر لقبور أجداده و أضرحة أئمته لا يختلف عن العديد من أهل السُّنة الذين يزورون قبور آبائهم و ضريح الحسين في مصر. و الشيعي القائل بالإمامة لا يختلف عن السُّني القائل بإمامة إمام هذا المسجد أو ذاك. و الشيعي القائل بمعصومية هذا أو ذاك الإمام لا يختلف عن السُّني القائل بمعصومية مَن اتبع سُنة الرسول محمد. فمتبع الدين معصوم عن الخطأ متى اتبع الدين بينما يخطىء متى لم يتبع دينه الحق. و الشيعي القائل "يا علي" لا يختلف عن القائل "يا أمي" فلا تأليه هنا لأحد ما يُبقي التأليه لله فقط. و القرآن بينهما واحد بينما اختلاف التفاسير غنى للتراث و ضمان حرية الإختيار. لا تهدف هذه الحملة إلى إلغاء المذاهب و الأديان المتنوّعة بل تهدف إلى إنتاج حقل معرفي يُعنَى بتوحيد الأديان و المذاهب الدينية نظريا ً و عمليا ً و نشر الاعتقاد بوحدتها و إبقاء حق كل فرد في ممارسة أي مذهب أو ديانة مع الإيمان بوحدة كل المذاهب و الأديان و بأنها متساوية في قيمتها و مقبوليتها. هكذا حملة توحيد الأديان و المذاهب تحافظ على حرية الاعتقاد و تنوّع المعتقدات الدينية و تحقق السلام في آن. مَن فَرَّق بين الأديان و المذاهب شاركَ في الفتنة فكَفَر. فالإيمان فعل الخير و عدم المشاركة في الفتنة و قتل البشر. مَن فَرَّق بين البشر و أديانهم و مذاهبهم دَمَّرَ المجتمع فماتَ و اندثر. إنسان بلا إيمان بوحدة الأديان و المذاهب و البشر شبه إنسان.
شارك بهذه الحملة على الفيسبوك والتويتر
آخر 20 توقيع - من الممكن الاطلاع على التواقيع الأخرى من خلال الأرقام الموجودة أسفل قائمة التوقيعات
كيف تطلق حملتك في بضعة دقائق؟ هل لديك قضية تود أن تكسب تأييداً شعبياً لها او تطرحها للحوار؟ ابدأ حملتك الآن في اكبر موقع للحملات الالكترونية في العالم العربي
نصائح لحملات فعالة - كيف تروج وتنجح حملتك؟
المحاور حملات سياسية حملات عامة حقوق الإنسان حقوق المرأة حقوق الأطفال الحركة العمالية والنقابية الأدب والفن المجتمع المدني الإدارة و الاقتصاد الطبيعة وحماية البيئة الأقليات الدينية والقومية
حقوق النسخ واعادة النشر متاحة للجميع مع الإشارة إلى المصدر - الحملات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع Contact us